ومن أهاجيه لثابت قطنة. وفيه يقول ساخرا منه، ومعيرا له حصره، وقد صعد المنبر بسمرقند يوم جمعة في ولاية أسد القسري الأولى، وخطب الناس فارتج عليه1:
أبا العلاء لقد لقيت معضلة ... يوم العروبة من كرب وتخنيق2
أما القران فلم تخلق لمحكمه ... ولم يسدد من الدنيا لتوفيق
لما رمتك عيون الناس هبتهم ... فكدت تشرق لما قمت بالريق
تلوي اللسان وقد رمت الكلام به ... كما هوى زلق من شاهق النيق3
وله يقول، وقد تغيب عن حضور معركة بفرغانة في عهد مسلم بن سعيد الكلابي، يتهكم به، زاعما أن أصله مغمور، وأنه لا قبل له بالحرب، وإنما هو ملاح ماهر، يحسن أن يحرك المجاذيف، ويراقب آلات السفينة4:
نقضي الأمور وبكر غير شاهدها ... بين المجاذيف والسكان مشغول5
لا يعرف الناس منه غير قطنته ... وما سواها من الأنساب مجهول
وآخر ما نستشهد به من شعره الذاتي قطعة في الحنين، ينزع فيها إلى ديار قومه، ولعله قالها، وهو بخراسان6:
هل رام نهي حمامتين مكانه ... أم هل تغير بعدنا الأحفار7
ليت شعري غير منية باطل ... والدهر فيه عواطف أطوار