ما إبل في الناس خير لقومها ... وأمنع عند الضرب فوق الحواجب

من الإبل الحادي عضيدة خلفها ... من الحزن حتى أصبحت بعباعب1

ومنه قوله يتمدح بعظمتها وسطوتها، وأن أحدا لا يجرؤ على تحديها، بل على المطالبة بثأره منها2:

فإن بفلج والجبال وراءه ... جماهير لا يرجو لها أحد تبلا3

وإن على حوف اللهابة حاضرا ... حرارا يسنون الأسنة والنبلاء4

ومنه قوله يكاثر بشدة رجالها، وأنهم لا تنبو ضربات سيوفهم، بل تقع في الصميم، وتقطع رؤوس أعدائهم5:

وقائلة وباكية بشجو ... لبئس السيف سيف بني رباب

ولو لاقى هلال بني رزام ... لعجله إلى يوم الحساب6

وأما شعره الذاتي فلم يسلم منه على كثرة موضوعاته إلا أبيات ومقطوعات معدودة، منها هذا البيت الذي يستعطف به أخاه زرارة مبينا له ما تعمقه من الحزن والأسى، وما لحقه من الهوان والأذى، بعد أن انفصل عنه، ومفضلا الهلاك على أن يظل متحاميا له، متحاملا عليه7:

عجلت مجيء الموت حين هجرتني ... وفي القبر هجر يا زرار طويل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015