الجند، فلزم بيته حتى قتل قتيبة، وولي يزيد بن المهلب ولايته الثانية1، وإنما الصحيح أنه وجد عليه عند قدومه لندبه المهلب، وتعريضه به، وتطير منه، فطلبه فهرب، واستجار بأمه، فترضت له ابنها، فرضي عنه2. وأصدق دليل على ذلك أنه كان في عداد جيشه، وأنه ساهم في معظم غزواته، إذ كان معه يوم أن أغار على بخارى سنة تسع وثمانين3، وكان معه عندما سار إلى طخارستان وقتل نيزك طرخان سنة إحدى وتسعين4. وكان معه كذلك حين فتح سمرقند سنة ثلاث وتسعين5. وكان في كل غزوة من تلك الغزوات يقلده مدحة يكبر فيها عظمته، ويصور بها بطولته.
وعندما غدر بقتيبة، وعاد يزيد بن المهلب إلى حكم خراسان، أحاط نهار به، ولكنه يقبل منه تسفيهه للأزد، لما انطوى عليه من تسفيه لبكر، ولم يحتمل خيلاءه وصلفه، ولم يعجب بسياسته وما قامت عليه من تقريب لأهل الشام، واتكال على أهل خراسان، فتصدى له ينقده ويهجوه6.
ويستفاد من أشعاره أنه كان مهملا قاعدا في ولاية سعيد بن عبد العزيز الأموي، ولذلك فإنه عبر عن اغتباطه بعزل عمر بن هبيرة الفزاري له، واستعماله سعيد بن عمرو الحرشي بدلا منه7.
وتقل أخباره في الفترة الأخيرة من حياته، ولا يحمل القدماء منها إلا أطرافا يسيرة، منها أنه شهد مع الجنيد ابن عبد الرحمن المري موقعة الشعب بسمرقند سنة