توقف. فاستلهم كعب إجابة المهلب له، وراح يسخف رأيه ويرميه بأنه لا يحسن القتال، وينصحه في كثير من السخرية بالعكوف على ملاهيه وجواريه، فتلك صناعته التي يبرع فيها. يقول1:

إن ابن يوسف غره من غزوكم ... خفض المقام بجانب الأمصار

لو شاهد الصفين حين تلاقيا ... ضاقت عليه رحيبة الأقطار

من أرض سابور الجنود وخيلنا ... مثل القداح بريتها بشفار2

من كل خنذيذ يرى بلبانه ... وقع الظباة مع القنا الخطار3

ورأى معاودة الرباع غنيمة ... أزمان كان محالف الإقتار4

فدع الحروب لشيبها وشبابها ... وعليك كل خريدة معطار5

وكما هجا ثابت قطنة بكرا، وأخذ عليها أنها لا تؤازر حلفاءها مع الأزد في الأزمات، وإنما تطالبهم بالحقوق والامتيازات، وتستغيث بهم في النازلات، كذلك هجا كعب عبد القيس بكرا، وشكا من أنهما لا تغنيان في النائبات. وفي القبيلة الأولى يقول، وقد اختلفت مع الأزد وحاربتهم في ولاية المهلب6:

ثوى عامين في الجيف اللواتي ... مطرحة على باب الفصيل7

أحب إلي من ظل وكن ... لعبد القيس في أصل الفسيل8

طور بواسطة نورين ميديا © 2015