ما كنت إلا كذئب السوء عارضه ... أخوه يدمي ففرى جلده قددا1
أو كابن آدم خلى عن أخيه وقد ... أدمى حشاه ولم يبسط إليه يدا2
أهم بالصرف أحيانا فيمنعني ... حيا ربيعة والعقد الذي عقدا
ووشى به حميد الرؤاسي، وعبادة المحاربي إلى سعيد بن عبد العزيز الأموي وقد ولي خراسان، وجلس يعرض الناس، إذ أبلغاه أنه افتخر في شعره بالأزد، وأنهم قادرون على قتل الخليفة إن عاداهم، فاستدعاه سعيد وقال له: أنت القائل3:
إنا لضرابون في حمس الوغى ... رأس الخليفة إن أراد صدودا
فاعترف بأن البيت له، واتهم الرجلين بأنهما استبدلا رأس الخليفة برأس المتوج في بيته السابق، وأتبعه ببيت ثان، دافع فيه عن نفسه وقومه، فقد بين فيه أنهم إنما يغضبون دفاعا عن الدين والخليفة، فقال:
إنا لضرابون في حمس الوغى ... رأس المتوج إن أراد صدودا
عن طاعة الرحمن أو خلفائه ... إن رام إفسادا وكر عنودا
فعفا عنه. وعلم أن حميدا وعبادة هما اللذان سعيا به عند سعيد، فسخط عليهما. فأتاه عبادة معتذرا، واستعلى حميد عليه، فهجاه بأبيات وصمه فيها بأنه ساقط ذليل، دعي خامل، يقول4:
وما كان الجنيد ولا أخوه ... حميد من رؤوس في المعالي