المهالبة، لأنه كان يفترض فيما يظهر أن تعدل عن مساندتههم، وتنحاز للمهالبة في هذا الظرف العصيب، وتؤيدهم لما يربط بينها وبينهم من أواصر النسب. ومن مراثيه ليزيد بن المهلب هذه القصيدة التي يقرن فيها وصف مواجعه وآلامه الممضة لفقده بوعيده لبني أمية وقصاصه لهم، وغضبه على القبائل اليمنية التي ناصرتهم، يقول1:

ألا يا هند طال علي ليلي ... وعاد قصيره ليلا تماما2

كأني حين حلقت الثريا ... سقيت لعاب أسود أو سماما3

أمر علي حلو العيش يوم ... من الأيام شيبني غلاما

مصاب بني أبيك وغبت عنهم ... فلم أشهدهم ومضوا كراما

فلا والله لا أنسى يزيدا ... ولا القتلى التي قتلت حراما

فعلي أن أبؤ بأخيك يوما ... يزيدا أو أبؤ به هشاما4

وعلي أن أقود الخيل شعثا ... شوازب ضمرا نقص الإكاما5

فأسبحهن حمير من قريب ... وعكا أو أرع بهما جذاما

ونسقي مذحجا والحي كلبا ... من الذيفان أنفاسا قواما6

عشائرنا التي تبغي علينا ... تحربنا زكا عاما فعاما7

ولولاهم وما جلبوا علينا ... لأصبح وسطنا ملكا هماما

فهو يصف تبدل حاله، وما يقاس من المواجد، وما يتجرع من الغصص بل من السموم القاتلة، ويعترف بأنه كان غائبا عن مسرح الأحداث، وينذر بني أمية،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015