النصر فيها، ثم صار إلى كاشان. وعندما أنجز الجنود الذين سيرهم إلى الشاش مهمتهم انصرف إلى مرو الشاهجان1. وفي العام اللاحق بعث إليه الحجاج جيشا من العراق، فغزا بهم، فلما كان بالشاش أو كشمين بلغه خبر وفاة الحجاج، فساءه وأحزنه، فعاد إلى مرو الشاهجان2.

وفي آخر سنة من ولايته زحف نحو مدينة كاشغر، وهي أقرب المدن التابعة للصين، وحمل مع الناس عيالاتهم، ليضعهم بسمرقند، واجتاز فرغانة، وأمن الطريق إلى كاشغر وأنفذ إليها جيشا فتوغل فيها، وغنم وسبى3.

وبينما كان قتيبة بفرغانة، مات الوليد بن عبد الملك، واستخلف أخوه سليمان وكان يكره الحجاج وموظفيه، ويقدم يزيد بن المهلب ومساعديه، فقدر قتيبة حينما بلغه كيد ابن المهلب له أن سليمان لا بد أن يبعده عن الولاية، ويمثل به، على نحو ما أبعد عمال الحجاج وعذبهم، فهم بخلع سليمان، إلا أن القبائل لم تقف بجانبه، بل مكرت له، وتواطأت مع الأعاجم على الغدر به. وكان مصيره أن لقي مصرعه بسيوف الخيانة، فاختفى بسقوطه عامل من أكبر العمال وأجدرهم، وقائد من أنجب القواد وأقدرهم، جعل همه الغزو، حتى دوخ الترك، وثبت السيادة العربية بما وراء النهر4.

وتولى الإمارة بعد مقتله وكيع بن أبي سود التميمي، زعيم المؤامرة، فأقصاه سليمان عنها بعد تسعة أشهر، وأسندها إلى يزيد بن المهلب، فسبقه ابنه مخلد إلى خراسان، وقدمها هو سنة سبع وتسعين، فاستهل عهده بالإغارة على جرجان لكي يضاهي بفتحه لها فتوحات قتيبة فيما وراء النهر، التي طالما ذكره سليمان بها، وعظم أمامه أمرها. فسار إليها في جيش كثيف عداده مائة ألف، وقيل: مائة وعشرون ألفا من أهل الشام والعراق وخراسان سوى الموالي والمتطوعة. فبدأ بقوهستان فحاصرها حتى احتلها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015