لم يبق منها ومن أعلام عرصتها ... إلا شجيج وإلا موقد النار1

وماثل في ديار الحي بعدهم ... مثل الربيئة في أهدامه العاري2

ديار ليلى قفار لا أنيس بها ... دون الحجون واين الحجن من داري3

بدلت منها وقد شط المزار بها ... وادي المخافة لا يسري بها الساري

بين السماوة في حزم مشرقة ... ومعنق دوننا آذيه جاري4

نقارع الترك ما تنفك نائحة ... منا ومنهم على ذي نجدة شادي

كذلك تحولوا بالمقدمة الغزلية من وصف التذلل والخضوع للمرأة، وتشخيص محاسنها ومفاتنها الجسدية التي تسحر الألباب، إلى الحديث للمحبوبة عن أدوارهم البطولية في القتال، وثباتهم في النزال، وبثوها آلامهم لما يطبق عليهم في بعض المواقع من خطر، يحمل معه نذر الموت، كما يظهر في مقدمة الشرعبي الطائي لقصيدته العينية التي ذم فيها الجنيد بن عبد الرحمن المري، لانهزامه في أول معركة الشعب5. ومثلها مقدمة لجرير بن عرادة التميمي أدار فيها حوارا بينه وبين صاحبته، سألته فيه أن يخف للذب عن بني تميم إزاء تصغير الزغل الجرمي لهم، فرد عليها بأنه نهاض دائما إلى الدفاع عنهم، في النائبات، يقول6:

ألم ترني أن الثريا تلومني ... وقبلك ما عاصبت لوم العواذل

ألا حين كان الرأس لونين منهما ... سواد ومخضوب به الشيب شامل

تقول أنى يوم القيامة فاصطنع ... لنفسك خيرا قلت إني لفاعل7

طور بواسطة نورين ميديا © 2015