متى تلقنا عند المواسم تحتقر ... سليما وتغمرك الذرى والكواهل1
وترجع وقد قلدت قومك سبة ... يعضون من مخزاتها بالأنامل
ومنا رسول الله أرسل بالهدى ... وأنت مع الجحاد سحار بابل
ولم يجعل الله النبوة فيكم ... ولا كنتم أهلا لتلك الرسائل
ولكنكم رعيان بهم وثلة ... تردون للمعزى بطون المسايل3
إذا الخيل ألوت بالنهاب فزعتم ... إلى حفل الضرات قمر الجحافل4
إلى حرة سوداء تشوي وجوهكم ... وإقدامكم رمضاؤها بالأصائل
فإن كنت أزمعت المهاداة فالتمس ... مساعي صدق قبل ما أنت قائل
فإنك مجرى في الجياد فمتعب ... إلى أمد لم تخشه متماحل5
وأنت حديث السن مستنبط الثرى ... سقطت حديثا بين أيدي القوابل
وذاك ولم تسمع بأعور سابق ... دقيق الشوى أرساغه كالمغازل6
نصبتم لبيت الله ترمون ركنه ... وكان عظيما رميه بالجنادل
ونحن حززنا من قتيبة رأسه ... وذاق ابن عجلى حد أبيض فاصل7
عشية نحدو قيس عيلان بالقنا ... وهم بارزو الإستاة حدل الكواهل8
فابن عرادة لم يبدأ المكاثرة والوعيد، فقد هب للدفاع عن قومه، لأنه استشف أن الزغل الجرمي لم ينطلق في تهديده لهم من ذاته المريضة الحاقدة فحسب، وإنما