ويصح أن ندخل في الهجاء الشخصي الأهاجي التي تراشق بها الشعراء بسبب تنافسهم في الجوائز والمراكز عند الأمراء. وأشهر ما يروى من ذلك الهجاء الذي اتصل بين المغيرة بن حبناء التميمي، وزياد الأعجم مولى عبد القيس. فقد اجتمعا مع كعب الأشقري عند المهلب بن أبي صفرة، ومدحوه جميعا، فوهب زيادا غلاما فصيحا لينشد عنه شعره، لأنه كان ألكن لا يفصح، فظن المغيرة أنه فضله عليه، فراجعه، وبلغ زيادا ما كان منه فهجاه بقوله1:

أرى كل قوم ينسل اللؤم عندهم ... ولؤم بني حبناء ليس بناسل2

يشب مع المولود مثل شبابه ... ويلقاه مولودا بأيدي القوابل

ويرضعه من ثدي أم لئيمة ... ويخلق من ماء امرئ غير طائل3

تعالوا فعدوا في الزمان الذي مضى ... وكل أناس مجدهم بالأوائل

لكم بفعال تعرف الناس فضله ... إذا ذكر الأملاء عند الفضائل4

فغازيكم في الجيش ألأم من غزا ... وقافلكم في الناس ألأم قافل

وما أنتم من مالك غير أنكم ... كمغرورة بالبو في ظل باطل5

بنو مالك زهر الوجوه وأنتم ... تبين ضاحي لؤمكم في الجحافل6

فأجابه المغيرة بقوله7:

أزياد إنك والذي أنا عبده ... ما دون آدم من أب لك يعلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015