مرو الروذ، وعسكر على مشارفها، لاقاه الأحنف بن قيس التميمي1، وقتل ثلاثة من فرسانه، كانوا طليعة يضربون بالطبول، إيذانا بتحرك الجيش التركي، ليبدأ المعركة، وارتجز أبياتا وهو يتجسس على الترك، ويردي كل من خرج من معسكرهم، صور فيها دور القائد، وواجبه الذي ينبغي عليه أن ينهض به. ومنها قوله2:
إن الرئيس يرتبي ويطلع ... ويمنع الخلاء إما أربعوا3
وقوله4:
إن على كل رئيس حقا ... أن يخضب الصعدة أو تندقا5
إن لنا شيخا بها ملقى ... سيف أبي حفص الذي تبقى
وبعد سنتين من خلافة عثمان بن عفان، تزايد بنو كنازا، وهم أخوال كسرى بنيسابور، فثاروا، وثنى أهل مرو الشاهجان، وثلث نيزك التركي فاستولى على بلخ، وألجأ من بها من العرب إلى مرو الروذ، وكان عليها عبد الرحمن بن سمرة، فكتب إلى عثمان بخلع أهل خراسان، وبالمثل وصف الشعراء الفرسان ثورة أهل خراسان، ونصحوا الخليفة أن لا يستهين بها. وسألوه أن يمدهم ببعث حتى يتمكنوا من قمع الخارجين عليهم، وفي ذلك يقول6 أسيد بن المتشمس التميمي7:
ألا بلغا عثمان عني رسالة ... فقد لقيت عنا خراسان بالغدر