إني استحيت لكم من بذل طاعتكم ... هذا المزوني يجبيكم على قهر
وهذا عباد بن الحارث يطالب نصرا بالمبادرة إلى استرجاع المدينة، ويشرح له وضعهم البائس، وموقفهم الحرج، فقد بطش بهم الأزد بطشا عنيفا، وقتلوهم تقتيلا، ويدعو على مضر بالهلاك إن لم تغضب لهم، ولم تسارع إلى إنقاذهم، يقول1:
ألا يا نصر قد برح الخفاء ... وقد طال التمني والرجاء2
وأصبحت المزون بأرض مرو ... تقضي في الحكومة ما تشاء3
يجوز قضاؤها في كل حكم ... على مضر وإن جار القضاء
وحمير في مجالسها قعود ... ترقرق في رقابهم الدماء
فإن مضر بذا رضيت وذلت ... فطال لها المذلة والشقاء
وإن هي أعتبت فيها وإلا ... فحل على عساكرها العفاء4
وقال ينبه المضريين اللاهين عن خطر الأزد، ويظهرهم على استبعادهم لقومهم، لعلهم يتيقظون5:
ألا يا أيها المرء الذي ... قد شفه الطرب6
أفق ودع الذي قد كنت ... تطلبه ونطلب
فقد حدثت بحضرتنا ... أمور شأنها عجب
الأزد رايتها عزت ... بمرو وذلت العرب
فجاز الصفر لما كا ... ن ذاك وبهرج الذهب7