الأقربين إليه إلا إذا مات مؤمناً بالله، ولذا أقول: إن توجه المتصوفة إلى الرسول بالدعاء والاستغاثة يعتبر شركًا بالله سبحانه وتعالى من جهتين اثنتين:

الشرك في الربوبية: من جهة اعتقادهم أن الرسول يقدر على هذه الأمور، فإنه إثبات الند في صفة القدرة لله جل شأنه.

الشرك في الإلهية: من جهة توجههم إليه بأنواع من العبادات.

ومع أن ما قلناه كاف ومقنع لمن يريد الوصول إلى الحق والهداية إلى الصراط المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، فإننا نريد أن ندعم ما قلناه بآراء العلماء في حكم التوجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء والاستغاثة، وذلك حتى لا يتهمنا أحد بأننا أول من أتينا بهذا الكلام، وأن هذا الأمر لم يتكلم فيه أحد في العصور السابقة من علماء الأة الإسلامية في عصورها المختلفة ـ كما يدعي عباد القبور من المتصوفة وغيرهم في أرجاء العالم الإسلامي ـ.

أما نصوص السلف في إبطال التصرف في الكون لغير الله: فأذكر نماذج من أقوالهم فيما يلي:

أولاً: أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية في حكم التوجه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعاء والاستغاثة وطلب كشف الضر وجلب النفع منه:

يعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ من أكثر العلماء الذين أوتوا مقدرة فائقة في الرد على المبتدعة بشتى أصنافها؛ من صوفة وجهمية ومعتزلة وأشعرية وخوارج وشيعة وغيرها من الفرق الضالة.

ولقد اعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ التوجه إلى الرسول بالدعاء والاستغاثة وطلب النفع والضر وتفريج الكرب شركًا بالله عز وعلا، وإليك طائفة من أقواله في هذا المجال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015