غَافِلُونَ (5) وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ).
وناسين أيضًا تلك الآيات التي قررت بأن كل مدعو دون الله ما هو إلا عبد وأنه لا يستطيع نصر من يدعوه سواء كان هذا المدعو ملكًا أو نبيًا أو حجرًا أو شجرًا، ومن هذه الآيات قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ (195) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ).
ففي هذه الآيات أخبرنا الله سبحانه وتعالى بأن المدعوين من دون الله لا يستطيعون نصر من يدعونهم؛ لأنهم عاجزون عن نصر أنفسهم فضلاً عن أن ينصروا غيرهم، ومن كان عاجزًا عن نصر نفسه لا ينبغي أن يتوجه إليه بالدعاء والاستغاثة؛ لأنه لا يملك إجابة دعاء من دعاه ولا إغاثة من استغاث به؛ لأن هذه من خصوصية الله عز وجل، فلا ينبغي أن تصرف لغيره ومن صرفها لغيره، فدعا واستغاث بغيره، فقد وقع في الشرك الأكبر.
وهناك نص قاطع من السنة النبوية بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال للصحابة حينما قالوا: قوموا نستغيث برسول الله: ((إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله))، وهذا نص الحديث.
روى الطبراني بإسناده أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم منافق يؤذي المؤمنين،