وإما بطلب النفس أن يكون شريكًا لله وذلك باتباع هواه، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمة الله عليه ـ: (وكل مستكبر فهو مشرك، ولهذا كان فرعون من أعظم الخلق استكبارًا عن عبادة الله، وكان مشركًا ... بل الاستقراء يدل على أنه كلما كان الرجل أعظم استكباراً عن عبادة الله كان أعظم إشراكًا بالله؛ لأنه كلما استكبر عن عبادة الله ازداد فقره وحاجته إلى المراد المحبوب الذي هو المقصود ـ مقصود القلب ـ بالقصد الأول، فيكون مشركًا بما استعبده من ذلك ... ).

وقال ابن القيم ـ رحمة الله عليه ـ: (أحدهما: شرك التعطيل، وهو أقبح أنواع الشرك، كشرك فرعون ... والشرك والتعطيل متلازمان، فكل مشرك معطل، وكل معطل مشرك، لكن الشرك لا يستلزم أصل التعطيل، بل قد يكون المشرك مقرًا بالخالق سبحانه وصفاته، ولكنه عطل حق التوحيد، وأصل الشرك وقاعدته التي يرجع إليها: هو التعطيل ... ).

وقال في موضع آخر:

واعلم بأن الشرك والتعطيل مذ ... كانا هما لا شك مصطحبان

أبدا فكل معطل هو مشرك ... حتمًا وهذا واضح التبيان

فالعبد مضطر إلى من يكشف الـ ... ـبلوى ويغني فاقة الإنسان

وإليه يصمد في الحوائج كلها ... وإليه يفزع طالب الأمان

فإذا انتفت أوصافه وفعاله ... وعلوه من فوق كل مكان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015