والتقرب إليه، ولكن بطرق مختلفة.

فرقة قالت: ليس لنا أهلية لعبادة الله تعالى بلا واسطة؛ لعظمته، فعبدناها لتقربنا إليه ...

وفرقة قالت: الملائكة ذوو جاه ومنزلة عند الله، فاتخذنا أصنامًا على هيئة الملائكة ليقربونا إلى الله.

وفرقة قالت: جعلنا الأصنام قبلة لنا في عبادة الله تعالى كما أن الكعبة قبلة في عبادته.

وفرقة اعتقدت: أن على كل صنم شيطانًا موكلاً بأمر الله، فمن عبد الصنم حق عبادته قضى الشيطان حوائجه بأمر الله، وإلا أصابه الشيطان بنكبة بأمر الله ... ).

والمقصود: بيان أن المشركين إنما أشركوا بالله تعالى شرك الشفاعة والتوسل إلى الله تعالى بعبادة الصالحين، حيث ظنوا أنهم لا يمكنهم الوصول إلى الله تعالى مباشرة إلا بواسطة الصالحين الذين لهم مكانة عند الله، وأن الله تعالى لا يرد شفاعتهم لمنزلتهم عنده، وكانوا يقيسون الله على ملوك الدنيا، فزعموا أنه كما لا يمكن الوصول إلى الملك إلا بواسطة حواشيه وندمائه، هكذا لا يمكن الوصول إلى الله تعالى مباشرة إلا بواسطة عباد الله المقربين عنده.

وعلى هذا الأساس صوروا لهم الصور ونحتوا لهم التماثيل تذكارًا لهم، وجعلوها قبلة للتوجه إلى هؤلاء الصالحين المقربين، فكانوا على هذا الأساس يدعونهم ويستغيثون بهم في المهمات، وينذرون لهم، ويعبدونهم بأنواع العبادات.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015