ثالثاً: أن الإله مأخوذ من أله إلى كذا: أي لجأ إليه، فروي عن الضحاك أنه قال: إنما سمي الله إلهًا؛ لأن الخلق يتضرعون إليه في حوائجهم ويتضرعون إليه عند شدائدهم فيكون المعنى: هو من يُفزع إليه في النوائب لأنه المجير لجميع الخلائق من كل المضار.
رابعًا: أن الإله مشتق من (لاه يليه ويلوه لياهًا) إذا احتجب، فلفظ الجلالة يتضمن معنى الاحتجاب كما قال تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير).
خامسًا: أنه مشتق من (ألهت إلى فلان) أي سكنت إليه، فالقلوب لا تسكن إلا بذكره، فمن خاف الله تقرب إليه فيحصل له الاطمئنان والسكون.
سادساً: أنه مشتق من (أله الرجل إلى الرجل) إذا اتجه إليه لشدة شوقه إليه، ومنه (أله الفصيل بأمه) إذا أولع بأمه، وعلى هذا معناه: أن العباد يتوجهون إليه وحده. والمعنى: (أن العباد مألوهون: أي مولعون بالتضرع إليه في كل الأحوال).
سابعًا: أنه مشتق من الارتفاع، فكانت العرب تقول لكل شيء مرتفع: لاها، وإذا طلعت الشمس تقول: لاهت، وعلى هذا يتضمن لفظ الجلالة