أخبر الله عنهم في القرآن المجيد (وَقَالُوا مَا هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا)؛ إشارة إلى الطبائع المحسوسة في العالم السفلي وقصر الحياة والموت على تركبها وتحللها، فالجامع هو الطبع والمهلك هو الدهر، (وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ)، فاستدل عليهم بضروريات فكرية وآيات قرآنية فطرية في كم آية وكم سورة فقال: (أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ)، (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)، وقال: (أَوَ لَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللهُ)، وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ)، وقال: (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ).
فأثبت الدلالة الضرورية من الخلق على الخالق وابتداء الخلق والإبداع ... ).
فهؤلاء الدهريون والقائلون بالطبيعة في العصر الحديث هم طائفة واحدة في الحقيقة، وقد رد عليهم العلماء في كتبهم مفصلاً.
ب- تعطيل معاملة الصانع عما يجب على العبد من حقيقة التوحيد، ولم يوجد في عرب الجاهلية من يعتقد أن الحق المنزه هو عين الخلق المشبه، حسب ما وصل إلينا من المصادر الموثوقة. اللهم إلا ما نقل البغدادي: بأن (منهم: الذين عبدوا كل ما استحسنوا من الصور على مذهب الحلولية في