يفهمون قولهم وقصدهم لما فيه من الألفاظ المجملة والمشتركة، بل وهم أيضًا لا يفهمون حقيقة ما يقصدونه ويقولونه، ولهذا يتناقضون كثيرًا في قولهم فإن حقيقة قولهم: أنه سبحانه هو عين وجود كل موجود، وحقيقته وماهيته، فالتعدد: بوجود اعتبارات وهمية، لا بالحقيقة والوجود، فهو عندهم عين الناكح وعين المنكوح، وعين الذابح وعين المذبوح، ومن فروعه: أن فرعون وقومه مؤمنون كاملو الإيمان، عارفون بالله على الحقيقة، وعباد الأصنام على الحق والصواب، وأنهم عبدوا عين الله لا غيره، وهكذا.

ثم إن هؤلاء بعدما اتفقوا على أن الوجود في نفسه شيء واحد، وأن الكثرة إنما هي في التعيينات، اختلفوا في نسبة ذلك الوجود الواحد إلى تلك التعيينات، فذهب بعضهم إلى أنها من نسبة الكل إلى أجزائه، وذهب البعض منهم إلى أنها من نسبة الكلي إلى جزئياتها، أي أن هذه الكثرة البادية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015