الإسلام، ولكنها موجودة.
ب - أما من حيث إثبات أسماء الله وصفاته وأفعاله لغير الله من المخلوقات، ومن حيث إثبات أسماء الخلق وصفاتهم وأفعالهم لله:
فباستعراضنا لشرك الأمم السابقة فإننا لم نجد فيهم من أشرك بالله بإثبات أسمائه لغير الله، إلا اليهود والنصارى، فإنهم كما أثبتوا أسماء الله وصفاته وأفعاله للمخلوقين هكذا أثبتوا أسماء المخلوقين وصفاتهم وأفعالهم لله جل شأنه، ولكن هناك من أثبت بعض الصفات لغير الله، كالشرك في القدرة الكاملة لله، كإثبات القدرة الكاملة لأنفسهم من قوم عاد، وظاهره التطير، والسحر في الأمم الأخرى، فهذه الظواهر قد وجدت في الأمم السابقة، ولكن ليست بصفة عامة.
وبالنسبة لشرك العرب في الجاهلية فإننا نراهم قد أثبتوا بعض أسماء الله لغيره سبحانه، والذي يمثل ذلك إثباتهم اسم الرحمن لمسيلمة الكذاب، وأما في إثبات صفات الله لغيره سبحانه فمن أمثلة وقوع العرب في هذا النوع وقوعهم في الطيرة، والسحر والتنجيم، والاستسقاء بالأنواء، والاستقسام بالأزلام، وأخذ الحكم والتشريع من الكهان والصناديد وغيرها.
وأما إثبات أسماء الخلق وصفاتهم وأفعالهم لله جل شأنه، فقد وقع فيه من الأمم السابقة اليهود والنصارى؛ وذلك بإثبات البعث والنوم والنسيان والفقر وغيرها لله سبحانه من اليهود، وإثبات البنوة والأبوة والموت وغيرها لله تعالى