تم استعراض أنواع الشرك قديمًا وحديثاً في الأبواب السابقة، ومن خلال ما استعرضنا نستطيع أن نقارن بين أنواع الشرك في القديم والحديث من حيث وقوعها في الناس قديمأ وحديثاً على النحو التالي:
المقارنة من حيث وقوع الناس في الشرك في الربوبية قديمًا وحديثاً:
الأولى: الشرك في الربوبية بالتعطيل:
والكلام على التعطيل يأتي على الترتيب الآتي:
أ- تعطيل المصنوع عن صانعه:
ليس عندنا ما يدل على أن الأمم السابقة تورطت بهذا النوع من الشرك على العموم، بل كان في بعض الأفراد كفرعون، والملك الذي حاج إبراهيم في ربه، وإن كان هناك وجود لهذا النوع من الشرك في العرب في الجاهلية، ولكن مظاهره كانت محدودة ومعدودة للغاية، يكاد ينحصر في بعض الناس.
ولكن شرك هذا العصر تميز بسمة بارزة في هذا الجانب، حيث وجد هذا النوع من الشرك بكثرة وغلبة في كثير من نواحي العالم، مع ادعاء أصحابه أنهم على حجة وبرهان، وإن هي إلا سراب ومكابرة وتمرد على فطرة الله التي فطر الناس عليها.
فهذه المقارنة تدلنا على أن الشرك في هذا العصر ـ المتحضر بزعم أهله ـ بلغ إلى