هذا الذي عناه بقوله: (عَلى مَا وَجَبَا) فيجب حينئذ أن تسلك هذا المسلك، (وَرَتِّبِ المُقَدِّماتِ) بأن تقدم الصغرى منها على الكبرى، فالمقدمة الأولى تسمى صغرى، العالم متغير، وكل متغير حادث، الأولى العالم متغير هذه صغرى، والثانيى التي تليها كبرى، إذا أردت القياس الاقتراني بل مطلقًا وجب تقديم الصغرى على الكبرى، (وَرَتِّبِ المُقَدِّماتِ) بأن تقدم الصغرى منها على الكبرى، ما هي الصغرى وما هي الكبرى؟
نقول: الصغرى هي المشتملة على موضوع النتيجة، ما هي النتيجة؟
العالم حادث.
العالم أين وجد في أي المقدمتين؟
الأولى، العالم متغير.
إذًا هذه هي الصغرى لأن كلمة العالم جاءت أولى الموضوع وجاءت في النتيجة هي الموضوع.
العالم متغير، وكل متغير حادث، العالم حادث. إذًا العالم حادث هذه النتيجة موضوعها كلمة عالم، العالم أين وجدت؟
وجدت في مقدمة وهي العالم متغير، إذًا هذه هي الصغرى.
يلزم منه أن الكبرى ما اشتملت على محمول النتيجة وهو كلمة حادث، أين وجدت؟ وجدت في المقدمة التي هي بعنوان: كل متغير حادث، وتجعلها كبرى.
إذًا (وَرَتِّبِ المُقَدِّماتِ) بأن تقدم الصغرى منها وهي المشتملة على موضوع النتيجة، أو مقدمها يعني إذا قلنا: ليس خاص بالحمليات على الكبرى وهي المشتملة على محمولها أو تاليها، ويكون ذلك على وجه خاص ككون الصغرى موجبة والكبرى كلية الشكل الأول، هذا سيأتي ضابطه في باب الأشكال.
وَرَتِّبِ المُقَدِّماتِ وَانْظُرا ... صَحِيحَهَا مِنْ فَاسِدٍ مُخْتَبِرا
يعني لا بد أن تختبر هذه المقدمات لأن كذب المقدمة حينئذ لا يُنتج القياس، إذا كانت إذا أردنا القياس أن يكون حجة وبرهانًا حينئذ لا بد أن تكون النتيجة صادقة، ومتى تكون النتيجة صادقة؟
إذا كان كل من المقدمتين صادقتين، وسبق أن بعض المقدمات قد تكون كاذبة فحينئذ إذا ركب القياس من مقدمة أو مقدمتين كاذبتين حينئذ لا يمكن أن يتنج القياس، فلا بد أن نختبر ونعرف هذه المقدمة هل هي صادقة أم كاذبة؟ (وَانْظُرا) وانظر يعني وانظرن، (وَانْظُرا) أي انظرن (صَحِيحَهَا) يعني المقدمات متميزًا (مِنْ فَاسِدٍ) أي فاسدها، من جهة النظم أو من جهة المادة، من جهة النظم كيف؟