انظر أرباب المتون عندهم ترتيب عقلي جيد للطالب يساعد، انظر أول الفصل قسَّم لك مستعمل الألفاظ إلى مركب، ومفرد. ثم قسَّم المفرد إلى نوعين إلى: كُلِّي وجُزْئِي. وهو لا يريد المركب، ولا يريد الجزئي، ثم قسم الكُلِّي إلى: ذاتي وعرضي، ثم جاء إلى المقصود قال لك: (وَالكُلِّيَاتُ خَمْسَةٌ) عرَّفنا معنى الكليات وأنها لفظ مفرد وليس بمركب، وأنه يقابل الكُلِّي الجُزْئِي ترتيب عقلي لذلك من يسير على طريقة المتون عقليته تكون مرتبة، (وَالكُلِّيَاتُ) كُلِّيَّا، كُلِّي أصلها كُلِّيّ بتشديد الياء لكن الوزن خففه، يعني: حذف إحدى الياءين (وَالكُلِّيَاتُ) جمع كُلِّي (خَمْسَةٌ)، يعني: منحصرة في خمسة أنواع. كُلِّي الذي عرفه بقوله: (فَمُفْهِمُ اشْتِرَاكٍ الكُلِّيُّ كَأَسَدٍ) هذه خمسة أنواع (دُونَ انْتِقَاصْ)، يعني: من غير نقص، أيْ: ولا زيادة. من غير نقص ولا زيادة أيضًا هذا اكتفاء كقوله: ... {سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ} [النحل: 81]، أيْ: والبرد ففيه اكتفاء الأول (جِنْسٌ) فهذا خبر لمحذوف، (وَفَصْلٌ عَرَضٌ)، يعني: عام لا بد من تقيده عام، حينئذٍ هذا نعت حذف للعلم به عرض عام. (نَوْعٌ)، أيْ: ونوعٌ وعرضٌ ونوعٌ على حذف الواو (وَخَاصْ) أصلها: خاصّةَ بالتشديد والتاء. خاصّةَ لكن فخمه من أجل الوزن وخفف الصاد من أجل الوزن إذًا فخمها ضرورة بحذف التالي ثم خفف الصاد، والأصل: خاصَّة. إذًا عندنا خمسة أنواع من الكليات: الجنس وتعريفه كُلِّيٌّ مقول على كثيرين مختلفين في الحقيقة، كُلِّيٌّ لا بد أن نأخذ الكُلِّي جنس، لا بد أن نأخذ الكُلِّي جنسًا في حد الجنس، لماذا؟ لأننا إذا أردنا أن نقسِّم شيء إلى أشياء لا بد أن نأتي بالمفصول في ضمن الحد فإذا قلت مثلاً الكلمة: اسمٌ، وفعلٌ، وحرف. أردت أن تُعَرِّف الاسم ما هو المقصود؟ الكلمة إذًا لا بد أن تأخذ الجنس أول ما تبدأ بالمقصود تقول: الاسم كلمةٌ دلَّت على معنى. الفعل ما هو؟ كلمة دلَّت على معنى، الحرف: كلمةٌ دلَّ على معنى في غيره. إذًا لا بد أن تأخذ أول ما تأخذ الاسم المقصود وهنا أراد أن يقسِّم ماذا؟ الكُلِّي إذًا تقول: الكُلِّي ينقسم إلى جنس، وفصل إلى آخره ما هو الجنس؟ هو كُلِّيٌّ. إذًا شَمِل الكليات الخمس دخل في الكليات الخمس، كما نقول: الاسم: كلمة. كلمة دخل فيها: الاسم، والفعل والحرف فنحتاج إلى قيد لإخراج الفعل وإخراج الحرف هنا نقول: الجنس كُلِّيٌّ. مقول على كثيرين، يعني: محمول في الإخبار على كثيرين، قال: والقول ومقول عند المناطقة بمعنى: الحمل. يعني: يصدق على كثيرين، كثِيرين هذا جمع: كثير، وأقلُّ الكثرة ثلاثة لكن ليس مرادًا هنا، وإنما المراد اثنين فصاعدًا. كُلِّيٌّ مقول على كثيرين مختلفين في الحقيقة في جواب ما هو كالحيوان. كُلِّي هذا شامل لجميع الكليات فهو جنس، والمراد بالكثيرين ما يشمل اثنين فأكثر، وفي التعبير مسامحة تراهم كثيرين وهذا غير مراد، إنما المراد به اثنين فأكثر. مختلفين في الحقيقة قلنا: كُلِّيٌّ مقول على كثيرين. على كثيرين هذا خرج به الحد، لأن الحد مقول على شيء واحد، تريد أن تعرِّف الصلاة فقط حينئذٍ الحدّ لا يصدق إلا على الصلاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015