هنا دلالة اللزوم أو دلالة الالتزام، أو اللازم أو دلالة الالتزام المعنى لا يؤخذ من المعنى الموضوع له في لسان العرب وإنما هو أمر خارج عن مسمى اللفظ، فاللفظ يطلق ويراد به المعنى حينئذٍ يطلق اللفظ ولا يفهم منه المعنى من جهة دلالة الالتزام وإنما يفهم من خارج كدلالة الأربعة على الزوجية، أربعة في لسان العرب وُضِع للعدد هذا أربعة كونه زوجًا وهو ما قَبِلَ القسمة على اثنين أو قبل الانقسام نقول: هذا أُخذ من ماذا؟ من خارج وهو العقل وأمَّا اللفظ وما وُضع له لا يفهم منه الزوجية كما أن العدد واحد فرد لا يفهم منه الفردية وإنما هو شيء خارج عن مسمى اللفظ لذلك قال: (وَمَا لَزِمْ فَهْوَ التِزَامٌ). (وَمَا)، يعني: المعنى اللازم الذي لزم معناه، يعني: لزم معنى اللفظ. إذا أُطلق اللفظ فُهِم معناه المطابق له في لسان العرب ثم يلزم من هذا المعنى كذا وكذا، فإذا أطلق لفظ الأربعة فُهِمَ منه المعنى المراد في لسان العرب، لكن الزوجية هذا أمر خارج عن مسمى اللفظ هذا يسمى دلالة التزام، ومنه ما ذكره ابن القيم في اسم الرحمن فإنه يدلُّ على صفات أخرى ليست من ذات اللفظ: كالحياة، والعلم، والقدرة هذه كلها يلزم لوصف الرحمن كما نقول: ذات متصفة بالرحمة. إذًا الذات هذه لا تكون إلا حية لا بد من وصفها بالحياة، ولا بد من وصفها بالقيومية، ولا بد من وصفها بالكبرياء والملك إلى آخره حينئذٍ نقول: هذه الصفات لازمة لاسم الرحمن. ولذلك الخلاف بينهم هل أسماء الربّ جلّ وعلا مترادفة أو متباينة؟ ينبني على مثل هذه الدلالات. إذًا نقول: دلالة التزام هي دلالة اللفظ على معنًى خارج عن مسماه لازمٍ له لزومًا ذهنيًّا، إذًا المعنى الذي فهم من اللفظ ليس هو المعنى الذي وُضِع له في لسان العرب بل هو شيء آخر يسمى لازم، والملزوم هو المعنى الذي دلَّ عليه اللفظ بحيث يلزم من فهم المعنى المطابق فهم ذلك الخارج اللازم. الأسد الحيوان المفترس، يلزم منه ماذا يدلُّ على الشجاعة، الشجَاعة هذه مأخوذة من خارج أمَّا اللفظ: حيوان مفترس لا يلزم أن يكون شجاعًا قد يفترس ويكون جبانًا ولا يكون شجاعًا لكن كونه شجاعًا هذا خارجٌ عن مسمى اللفظ، لفظ الشجاعة لم يدلُّ عليها لفظ الأسد وإنما لفظ الأسد وُضِع في لسان العرب ليدلَّ على حيوان مفترس حينئذٍ دلالته على الشجاعة من أين أخذناها؟ نقول: من خارج، فهو لازم للمعنى المطابق له، والأربعة على الزوجية. ودلالة العمى على البصر إذا قيل: فلان أعمى.