(وَفِيْ دَلالَةِ المُقَدِّمَاتِ) عرفنا ذكرنا العلاقة بين المقدمات والنتيجة، لا بد أن تكون المقدمات دالة على النتيجة، إذًا ثَمَّ ارتباط بين القياس مقدمتين وبين نتيجته، ما نوع هذا الارتباط؟ هل هو عقلي؟ هل هو تولدي؟ هل هو واجب؟ هل هو عادي؟ هو الذي عناه الناظم هنا (وَفِيْ دَلالَةِ المُقَدِّمَاتِ) يعني وفي إفادة المقدمات للنتيجة .. إلى آخره، (وَفِيْ دَلالَةِ المُقَدِّمَاتِ)، لَمَّا كان للدليل ارتباط في المدلول سُمِّيَ ذلك الارتباط دلالة، وقيل المراد هنا الارتباط يعني في الكلام حذف، أي (وَفِيْ دَلالَةِ) العلم أو الظن بالمقدمات على العلم أو الظن بالنتيجة (خِلافٌ آتِ)، على أربعة أقوال، (وَفِيْ دَلالَةِ المُقَدِّمَاتِ عَلَى النَّتِيْجَةِ) يعني في الارتباط بينهما خلاف عقلي، أي الارتباط بينهما عقلي، الارتباط عقلي هذا خبر لمحذوف يعني التقدير أَولها عقلي، يعني أول الأقوال أو هذا الارتباط عقلي، أي الارتباط بينهما عقلي لا يمكن تخلفه فلا يمكن تخلف العلم أو الظن بالنتيجة عن العلم أو الظن بالمقدمات، يعني متى ما أدرك العقل المقدمتين حينئذ لزم منه وجود النتيجة مجردة، متى ما ظن مقدمتين ظُنّ في النتيجة، متى ما علم بالمقدمتين عَلِم بالنتيجة، فلا يمكن تخلف العلم أو الظن بالنتيجة عن العلم أو الظن بالمقدمتين، فلا يمكن وجود أحدهما بدون وجود الآخر، وهذا لإمام الحرمين عقلي، عقلي يعني هذا الارتباط عقلي لازم عقلاً، لا يمكن أن يتخلف البتة، (أَوْ) بمعنى الواو، أي والثاني أي الرابط بينهما بين المقدمتين والنتيجة (عَادِيٌّ) يعني لازم عادي، وليس بلازم عقلي مقابل له، لكن قد يكون عقليًّا، وقد يكون عاديًّا، بمعنى أنه يجوز تخلف العلم أو الظن بالنتيجة عن العلم أو الظن بالمقدمتين، إذا كان عاديًّا لم يكن عقليًّا فيجوز التخلف، وهذا منسوب للأشعري (أَوْ) يعني و، أو بمعنى الواو (أَوْ تََولُّدُ) يعني الثالث (تََولُّدُ) بمعنى أن القدرة الحادثة أثرت في العلم أو الظن بالنتيجة بواسطة تأثيرها في العلم أو الظن بالمقدمتين إذ التولد أن يوجد فعل لفاعله فعل آخر، وهذا قول المعتزلة، يعني القدرة الحادثة التي هي قدرة البشر أثرت في العلم هذا بناءً على أن أفعال العباد مخلوقة لهم، أثرت في العلم حينئذ وُجد، وهذا تلازم كذلك، لكنه منسوب إلى العلم نفسه إلى الشخص نفسه، فهو الذي خلق هذه الإفادة، وهذا باطل، إذًا (أَوْ تََولُّدُ) بمعنى أن القدرة الحادثة أثرت في العلم أو الظن بالنتيجة بواسطة ماذا؟ بواسطة تأثيرها في العلم أو الظن بالمقدمتين، لما علم أو ظن المقدمتين حينئذ وجد العلم بـ أو الظن بالنتيجة، إذ التولد أن يوجد فعل لفاعله فعل آخر، (أَوْ وَاجِبٌ) بالتعليل، بمعنى أن العلم أو الظن بالمقدمتين علة أثرت بذاتها في العلم أو الظن بالنتيجة، وهذا للفلاسفة. قال: (وَالأَوَّلُ المُؤَيَّدُ) يعني القول الأول هو المؤيد هو المرجح، أن التلازم عقلي، والأول هو المؤيد يعني قوي لعدم ورود شيء عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015