ثَمَّ خلاف طويل في مسمى الشكل ومسمى الضرب، هذا مبين مفصل في الشرح المطول من أراده فليرجع، لكن مراد الناظم هنا التفريق بين الشكل والضرب، الشكل مسماه القضية من حيث هي دون اعتبار الأسوار، دون أن تنظر للأسوار جزئي كلي، القضية الموضوع والمحمول يسمى شكلاً، إذا نظرت إلى السور تسميه ضربًا، هذا مراد الناظم، ننظر في كلامه (الشَّكْلُ) عند اللغويين لا يختص بما ذكره المناطقة بل يطلق على هيئة الشيء مطلقًا، كل شيء له هيئة وصورة يسمى شكلاً، حتى الإنسان تقول: شكله كذا، هيئته يعني فهو عام، أما عند المناطقة فله معنى خاص، ولذلك قال: (عِنْدَ هؤُلاءِ النَّاسِ) من؟ المناطقة، (هؤُلاءِ النَّاسِ) ما أدري هل هو أراد التعظيم بهؤلاء ولا أظنه أراد ذلك، (عِنْدَ هؤُلاءِ النَّاسِ) هؤلاء الناس أي المناطقة، هذا عام أريد به الخصوص، يُطلق (عَنْ قَضِيَّتَيْ قِيَاسِ - مِنْ غَيْرِ أَنْ تُعْتَبَرَ الأَسْوارُ) يعني يطلق (عَنْ) عن هنا بمعنى على، (يُطْلَقُ) على هيئة لا بد من مضاف محذوف، على هيئة قَضِيَّتَيْ قِيَاسِ - مِنْ غَيْرِ أَنْ تُعْتَبَرَ الأَسْوارُ) هيئة قضية قياس، العالم متغير، وكل متغير حادث، تنظر إلى القضيتين الهيئة من غير النظر إلى أسوار فتسميه شكلاً، إن اعتبرت السور في كل متغير حادث حينئذ صار ضربًا، فهو المراد به الاصطلاح فقط، التفريق بين في الذهن، وثَمَّ تعليق هناك تجده في الشرح (يُطْلَقُ عَنْ قَضِيَّتَيْ قِيَاسِ) يعني على هيئة قضيتي قياس، قضيتا القياس تسمى ماذا؟ تسمى شكلاُ، لكن بقطع النظر عن الأسوار، تسمى شكلاً، إن نظرت للأسوار تسميه ضربًا (يُطْلَقُ عَنْ قَضِيَّتَيْ قِيَاسِ) الحاصلة من اجتماع الصغرى مع الكبرى باعتبار طرفي المطلوب مع الحد الوسط، يعني مجرد وجود الصغرى مع الكبرى تقول: هذا شَكْلٌ صغرى وكبرى، هذا شكل دون أن تنظر إلى كونها كلية أو جزئية .. إلى آخره، (يُطْلَقُ عَنْ قَضِيَّتَيْ قِيَاسِ) الحاصلة من اجتماع الصغرى مع الكبرى باعتبار طرفي المطلوب مع الحد الوسط من غير أن تعتبر الأسوار، يعني من غير اشتراط اعتبارها، فالمنفي إنما هو شرط اعتبارها يعني لا نشترط اعتبار الأسوار، ظاهره أن عدم اعتبار الأسوار شرط في الشكل، ظاهر كلام الناظم هنا أن عدم اعتبار الأسوار شرط في الشكل كما أن اعتبارها شرط في الضرب وعلى هذا فبين الشكل والضرب التباين، كل منهما مباين للآخر، الإنسان حيوان، والحيوان جسم. هيئة هاتين القضيتين تسمى شكلا أي نوعًا من القياس، قال:
مِنْ غَيْرِ أَنْ تُعْتَبَرَ الأَسْوارُ ... إِذْ ذَاكَ بِالضَّرْبِ لَهُ يُشَارُ