[وَالجَوَابُ بِالفَا وَالوَاوِ]: هذه العبارة مقلوبة والأصل (والفاء والواو الواقعتان في الجواب) لأن الناصب على مذهب المصنف هو الفاء والواو لا الجواب، والمراد بالفاء _حذف الهمزة هنا إما على لغة بعضهم (قول بعضهم) من باب الضرورة_ يفترض في هذه الفاء أن تكون للسببية، ولذلك قال بعد فاء السببية وبعد واو المعية، إذن لابد من هذين القيدين, يشترط في الفاء أن تكون للسببية بأن يكون ما بعدها مسببا عما قبلها مع وقوعها في جواب النفي أو الطلب، يعني فاء السببية تكون ناصبة للفعل المضارع إذا وقعت في جواب النفي أو الطلب إما هذا أو ذاك، وكذلك واو المعية تكون ناصبة للفعل المضارع متى؟ إذا وقعت جوابا للطلب, جوابا للنفي أو الطلب, فالنفي بالسببية _الفاء_ مثل ماذا؟ {لا يقضى عليهم فيموتوا) ,إذن (لا يقضى عليهم فيموتوا) فما بعد الفاء مسببا عما قبلها، وهنا وقعت الفاء في جواب النفي لا, يعني تقدمها النفي (لا يقضى عليهم فيموتوا)، إذن (يموتوا) فعل مضارع منصوب بفاء السببية على مذهب الناظم، ونصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة، وعلى الصحيح (يموتوا) فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية، (ما تأتينا فتحدثَنا) , (ما) هذه نافية، (فتحدثَنا) يعنى التحديث سبب أو مسبب عما قبله، يعني الإتيان سبب لا يمكن أن يتعدد قبل أن يأتي، إذن إتيانك سبب في وجود الحديث، (ما تأتينا فتحدثنا) إذن هذه فاء السببية وقعت في جواب النفي فحينئذ يكون الفعل المضارع بعدها منصوبا بها على مذهب الناظم، وعلى الصحيح بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية، وأما الطلب فإنه يشمل ثمانية أمور مذكورة بالأمثلة والإعراب عندكم, مجموعة في قول الناظم: (مُرْ وَادْعُ وَانْهَ وَسَلْ واعرضْ لِحَضِّهِمُ تَمَنَّ وَارْجُ كذاك النفي قد كَمُلَا)، (الأمر) هذا الأول، الطلب، الأمر، مثاله: (يا ناق سيري عنقا فسيحا إلى سليمان فنستريحَا) , (يا ناق سيري) هذا فعل أمر، (فنستريح)، إذن الاستراحة تكون متى؟ مسببة على السير، إذن هذه الفاء تسمى فاء السببية، وقعت في جواب الطلب، ما نوعه؟ أمر، إذن نقول الأمر تقدم، حينئذ جاءت فاء السببية وما بعدها، الفعل المضارع يكون منصوبا بها أو بأن مضمرة على الصحيح وجوبا بعدها، (والنهي): كقوله تعالى: {ولا تطغوا فيه فيحلَّ عليكم غضبي}، (فيحلَّ) هذه الفاء فاء السببية, (يحلَّ) فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوبا بعد فاء السببية لوقوعه في جواب النهي، (والتحضيض): كقوله تعالى: {لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدقَ}، (لولا) حرف تحضيض، (فأصدقَ) إذن التأخير سبب لوقوع الصدقة، إذن هذه الفاء _فاء السببية_ وقعت في جواب التحضيض, (فأصدقَ) فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوبا بعد فاء السببية الواقعة في جواب التحضيض، (والتمني): {يا ليتني كنت معهم فأفوزَ}، (فأفوزَ) فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوبا بعد فاء السببية الواقعة في جواب التمني, (والترجي): كقوله تعالى: {لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلعَ}، (لعلي) هذا الترجي، (فأطلعَ) إذن ما بعد الفاء مسبب عما قبلها، (فأطلعَ) الفاء هذه فاء السببية، و (أطلعَ) فعل مضارع منصوب بـ (أن) مضمرة وجوبا بعد فاء السببية