تمييز مفسر لمفرد وهو: تمييز الذات الذي ذكره الناظم، وتمييز مفسر لنسبة، تمييز مفسر لمفرد هذا تمييز الذات وهو: ما رفع إبهام اسم مذكور قبله مجمل الحقيقة، يعنى يذكر اسم واحد مفرد ويكون مجمل الحقيقة فيأتي التمييز مفكرا له يعنى تقل عندي عشرون, عشرون ماذا؟ عشرون هذا مبهم ما هو المعدود في العشرين -قلمًا كتابا-؟ يحتمل حينئذ يقول " عندي عشرون كتابا " , كتابا هذا تمييز ورفع إبهام اسم مفرد مجمل مبهم الحقيقة؛ لأنك إذا قلت"عندي عشرون" ما وضح الكلام يحتاج إلى تفسير عشرون ماذا؟ عشرون مليون عشرون ألف فيحتمل فإذا قلت" عندي عشرون ألفا " حينئذ جاء التمييز ورفع إبهام الذات وهذا له مضان له أماكن يقع بعد المقادير وهي عبارة عن المساحات (عندي جريب) جريب ماذا؟ نخلا إذن نخلا هذا تمييز جريب هذا مجمل والكيل (عندي صاع) صاع من ماذا؟ قال تمرا إذن تمر هذا تمييز كشف معنى الصاع وكذلك الوزن عندي منوان تثنية مَنى، مثل الكيلو هنا (عندي منوان) ماذا؟ عسلا إذن عسلا تمييز كشف الحقيقة بالمنوين.
وكذلك يأتي بعد العدد (إني رأيت أحد عشر) ماذا؟ (كوكبا) إذن كوكبا هذا تمييز رفع الإبهام عن المفرد إذن تمييز الذات: ما رفع إبهام اسم مذكور قبله مجمل الحقيقة وله مضان يقع بعد المقادير وهي المساحات والمكيلات والموزونات وكذلك بعد العدد إني رأيت أحد عشر كوكبا بالإفراد والنصب وهذا حكم الأعداد من الأحد عشر إلى التسع والتسعين كلها يكون التمييز مفردا منصوبا.
الثاني: هذا مفسر النسبة وهو ما رفع إبهام نسبة في جملة سابقة عليه، / يعنى لم يتعلق بالمفرد وإنما تعلق بالجملة سواء كانت جملة اسمية أو جملة فعلية (رفعَ إبهام نسبة في جملة سابقة عليه) وهو نوعان: (1) المحول (2) وغير محول يعنى له أصل ولم يكن له أصل هذه كلها ذكرها المصنف بالأمثلة المحول ثلاثة أقسام:
- الأول: محول عن فاعل كقوله تعالى "واشتعل الرأس شيبا", اشتعل الرأس نارا قملا شيبا؟ محتمل فيه إبهام حينئذ لما قال شيبا عرفنا أن الذي اشتعل هو الشيب أصله " اشتعل شيبُ الرأسِ " اشتعل الرأي شيبا شيبا هذا تمييز أصله قبل أن يكون تمييزا هو فاعل وتقدير الكلام اشتعل شيب الرأس، حذف المضاف شيب وأقيم المضاف إليه الرأس مقامه، فارتفع ارتفاعه اشتعل الرأس ثم حصل الإبهام، فجيء بالمضاف المحذوف فنصب على التمييز قال " اشتعل الرأس شيبا".
-الثاني محول عن المفعول كقوله " وفجرنا الأرض عيونا " ,فجرنا الأرض ماذا؟ يحتمل ذا وذاك ولما قال عيونا حينئذ رفع الإبهام أصله فجرنا عيون الأرض, إذن عيون هذا أصله قبل أن يكون تمييزا أصله - مفعول به- وحذف وأقيم المضاف إليه مقامه فانتصب انتصابه ثم صار إبهام فجرنا الأرض ماذا؟ قال عيونا جيء بالمضاف المحذوف وانتصب على أنه تمييز.
وأي الجملتين أبلغ؟؟ فجرنا عيون الأرض أو فجرنا الأرض عيونا؟ أي المعنيين فيه الثاني يعنى كأن الأرض كلها صارت عيون أما فجرنا عيون الأرض إذن الأرض لها عيون هي التي فجرت والباقي على حاله لكن لما قال " وفجرنا الأرض عيونا " كأن الأرض كلها صارت عيونا.
-الثالث محول عن المبتدأ " أنا أكثر منك مالا ","أنا" مبتدأ أكثر منك,"أكثر" خبر منك متعلق به "مالا" هذا تمييز أصل مالا مبتدأ التقدير "مالي أكثر منك مالي" حذف المضاف مال الياء لا يكون ضمير رفع حينئذ جيء بضمير رفع وقيل أنا أكثر منك أولادا بيوتا سيارات أيا كان قال مالا
إذن جاء هذا التمييز لرفع الإبهام الواقع في الجملة " أنا أكثر منك " أي شيء؟ قال " مالا " إذن نقل هذا التمييز محول عن مبتدأ جيء به لكشف الحال عن الجملة هذا ثلاثة أنواع للمحول (1) عن فاعل (2) عن مفعول (3) عن مبتدأ وهذه مقيسة الثاني: غير المحول سماعي يعنى الفضلة محفوظة تحفظ ولا يقاس عليها مثال مشهور ماهو؟ " امتلأ الإناء ماءا " ماءا هذا تمييز امتلأ الإناء ماذا؟ خمرا عصيرا؟ ماءا إذن هذا صار كاشفا للنسبة الواقعة في الجملة قبله إذن (اسم مبين لما قد انبهم) من الذوات أو النسب ليشمل النوعين لأن الناظم مثل للنوعين (فانصب) إذن ماحكم التمييز النصب فانصب يعنى انصب التمييز حذف المفعول به للعلم به وحذف ما يعلم جائز التمييز لا يكون مرفوعا وقد يكون مجرورا.
فَانْصِبْ وَقُلْ قَدْ طَابَ زَيدٌ نَفْسًا وَلِي عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ فَلْسًا