يَنْحَلُ إِعْرَابَهُ, ينحل بفتح الياء يقال نحله القول كمنعه نسبه إليه بمعنى يعطى, ينحل إعرابه يعنى نعطيه إعرابه إعراب ماذا؟ من المعطى هنا نعطي البدل إعراب المبدل منه, "جاء زيد أخوك" أخوك هذا بدل من بدل من كل من كل جاء زيد أخوك أخوك بدل من زيد حينئذ نعطي أخوك الرفع الذي أعطي المبدل منه يعنى الحكم هنا كالحكم في التوكيد والنعت والعطف السابق لأن البدل هنا تابع وماهو حقيقة التابع؟ الاسم المشارك لما قبله في إعرابه مطلقا لابد أن يكون البدل كذلك.
إِذَا اسْمٌ ابْدِلَ مِنِ اسْمٍ يَنْحَلُ يعنى يعطى إِعْرَابَهُ, إن كان مرفوعا فهو مرفوع وإن كان منصوبا فهو منصوب وإن كان مخفوضا فهو مخفوض وإن كان مجزوما فهو مجزوم لأن الجزم هنا داخل في الفعل والفعل داخل في البدل, وَالفِعْلُ أَيْضًا يُبْدَلُ , والفعل مبتدأ ويبدل الجملة خبر أيضا هذا مفعول مطلق آض يئيض أيضا يعنى آض هو الفعل الماضي يئيض هذا الفعل المضارع أيضا هذا المصدر, حينئذ أيضا لا تجدها إلا منصوبة وإعرابها مفعول مطلق أقسامه على المشهور, أقسام البدل أربعة: بالاستقرار والتتبع.
فَإِنْ تُرِدْ إِحْصَاءَهَا يعنى جمعها فَاسْمَعْ الفاء واقعة في جواب الشرط فإن ترد إحصائها يعنى جمعها فاسمع لقولي, اللام هذه زائدة للتوكيد وهو زيادة شاذة لأن اسمع فعل متعدي سيتعدى إلى مفعوله مباشرة فإن عدي بحرف نقول هذا شاذ, الفعل المتعدي ينصب مفعوله بنفسه فإن تأخر لا يجوز أن يعدى الفعل بحرف البتة فإن عدي فهو شاذ يعنى الأصل أنه يكون قبيحا وهذا مثله فاسمع قولي هذا الأصل لكن لو تقدم المفعول به جاز مفعول به إما أن يتقدم وإما أن يتأخر ضربت زيدا, زيدا ضربت, ضربت زيدا, زيدا مفعول به إذا قلت ضربت لزيد, زيدا هذا مفعول به واللام هذه زائدة ونقول هذا شاذ يحفظ ولا يقاس عليه وهذا منه زيدا ضربت يجوز أن يتعدى الفعل للمفعول المتقدم بحرف زائد تقول لزيد ضربت "إن كنتم للرؤيا تعبرون" أصلها تعبرون الرؤيا, الرؤيا مفعول به لما تقدم قال للرؤيا إذن إعراب للرؤيا تقول اللام حرف جر زائد والرؤيا مفعول به مقدم منصوب ونصبه الفتحة المقدرة على آخره, نقول تعبرون فعل وفاعل إذن فاسمع لقولي, نقول هذا اللام زائدة وهي شاذة, تَسْتَفِدْ ,فاسمع تَسْتَفِدْ, تستفد هذا مجزوم لوقوعه في جواب الطلب الأول من الأقسام الأربعة:
-فَبَدَلُ الشَّيءِ مِنَ الشَّيءِ كَجَا زَيدٌ أَخُوكَ, بدل الشيء من الشيء هذه عبارة ابن مالك رحمه الله تعالى والمشهور أنه بدل كل من كل وبعضهم ....... بدل الكل من الكل بإدخال ال وفيه شيء من القبح لأن كل لا يدخل عليها ال وإنما يقال بدل كل من كل بدل الكل من الكل على ما اشتهر وإن كان فيه شيء من اللحن الثاني فيه عين الأول يعنى البدل عين المبدل منه هو بعينه أو قل مساويا للأول في المعنى زيد أخوك جاء زيد أخوك جاء فعل ماضي زيد فاعل أخوك بدل, زيد أخوك من أخوك زيد, من زيد أخوك, صح إذن زيد هو عينه أخوك وأخوك هو عينه زيد, إذن الثاني هو عين الأول يسمى ماذا؟ بدل كل من كل أو بدل الشيء من الشيء بأن يكون الثاني مساويا للأول فبدل الشيء من الشيء الفاء هذه فاء الفصيحة كجاء زيد أخوك وجاء لمحمد أبو عبد الله ذا سرور بهجاء الألف للإطلاق والابتهاج هو السرور والفرح ذا سرور هذا حال للفاعل زيد, من فاعل جاء وهو زيد, وهو مضاف وسرور مضاف إليه, والسرور بمعنى الفرح وبهجا بمعنى الفرح فإذن هو عينه.
- وبدل البعض من الكل هذا النوع الثاني بدل البعض من الكل يعنى أن يكون الثاني جزءا من الأول ليس هو عينه كالسابق بدل الشيء من الشيء تساويا وأما هنا بينهما علاقة وهي البعضية أو شيء تقول الجزئية الثاني جزء من الأول كمن يأكل رغيفا نصفه, أكلت الرغيف, الرغيف يصدق على الرغيف تعرفونه الرغيف كله, فإذا قلت أكلت الرغيف نصفه الثاني بدل من الأول ما العلاقة بين الرغيف والنصف؟ الجزئية الثاني بعض من الأول ليس كله إذن بدل البعض من الكل أن يكون الثاني جزءا من الأول أو قل بعضا من الأول سواء كان مساويا لنصفه أو أكثر أو أقل وقوله البعض بال وكذلك الكل بال هذا فيه ضعف مجاز القياس قالوا على المشهور لابد في بدل البعض من الكل أن يشتمل على ضمير يعود على المبدل منه.