تعريف الحقيقة:

قال الشيخ الحقيقة هي: (اللفظ المستعمل فيما وضع له).

قال في شرح الأصول (ص/120): (خرج باللفظ الإشارة، فالإشارة لا توصف بحقيقة ولا مجاز - حتى لو فهمت - لأنها ليست بلفظ، والكتابة أيضا عندهم لا تسمى حقيقة ولا مجازا من حيث الكتابة ولكن من حيث المكتوب قد يكون حقيقة أو مجازا.

وقال: فخرج بقولنا: " المستعمل " المهمل فلا يسمى حقيقة ولا مجازاً.

وخرج بقولنا:" فيما وضع له "المجاز؛ لأن المجاز مستعمل في غير ما وضع له).

تنبيهات:

التنبيه الأول:

قال الشيخ في شرح الأصول (ص/120): (فنحن قلنا اللفظ المستعمل ولم نجعل اللفظ فصلا؛ لأنه جنس).

نعم هو جنس ولكنه بعيد وكان الأولى استعمال الجنس القريب وهو القول كما سبق وأن نبهنا على ذلك قريبا.

قال المرداوي في التحبير: (1/ 382): ({الحقيقة: قول مستعمل في وضع أول} فقولنا في الحد: (قول)، أولى من قول من قال: (لفظ)؛ لأن القول

جنس قريب، لكونه لم يشمل المهمل؛ بخلاف اللفظ).

التنبيه الثاني:

قال المرداوي (1/ 385): (وخرج بقولنا: (مستعمل)، اللفظ قبل الاستعمال، فإنه لا حقيقة ولا مجاز على ما يأتي، إذ المجاز يعتبر له الاستعمال أيضاً).

قلت: وما قاله الشيخ العثيمين له وجه فقولنا: (لفظ مستعمل) تكافئ قولنا: (قول) فأصبحت كلمة مستعمل في تعريف المرداوي زائدة ومضمنة في معنى قوله (قول) ولما كان كلامنا بداية في تقسيم الكلام من ناحية الاستعمال أصبح دخول كلمة (مستعمل) في التعريف هام كفصل للجنس القريب أو البعيد، ولذلك حسن العدول عن الجنس القريب إلى البعيد.

وإن دققت في كلام المرداوي السابق وكلام ابن النجار التالي عرفت حقيقة ذلك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015