وأبو حاتم وغيرهم.

ولو كان صحيحا لما كان فيه تقدم إسلامه لأنه لا "يلزم الفور"1 في جواب "لما" والصواب أن جريرا متأخر الإسلام فقد ثبت في الصحيحين عن إبراهيم النخعي أن إسلام جرير كان بعد نزول "المائدة".

وللبخاري عن إبراهيم: أن جريرا كان من آخر من أسلم وعند أبي داود أيضا من حديث جرير أنه قال: ما أسلمت إلا بعد نزول "المائدة".

وإنما يريد بذلك أنه بعد نزول قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} الآية. وإلا فقد نزل بعض المائدة بعد إسلام جرير ولكن لا يلزم من هذا أنه لم يقم معه سنة فإن نزول الآية كان في غزوة المريسيع على المشهور وكانت في سنة ست والمعروف أنه إسلامه بدون سنة من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ففي التاريخ الكبير للبخاري2 أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه وقال الواقدي كان إسلامه فيه"2". وكذلك قال الخطيب قال: وهي سنة عشر من "الهجرة"3 في رمضان وكذا "قاله"4 ابن حبان. وأما ما جزم به ابن عبد البر أن إسلامه كان قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين يوما فإن ذلك لا يصح ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له في حجة الوداع "استنصت الناس" الحديث.

فكان إسلامه قبل حجة الوداع في شهر رمضان على المشهور فما استشكله المصنف على قول سعيد بن المسيب في أمر جرير واضح لو صح عنه "لكنه"5 لم يصح.

"والقول الرابع" أنه يشترط مع طول الصحبة الأخذ عنه حكاه الآمدي عن عمرو ابن يحيى فقال ذهب إلى أن هذا الاسم إنما "يستحق"6 به من طالت صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم وأخذ عنه العلم وحكاه ابن الحاجب قولا ولم يعزه ولكن أبدل الرواية بالأخذ عنه وبينهما فرق.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015