غيره في الصورة بين صورة إعجامه ونبه على تاريخ سماعه القديم وكونه انفرد على شيخه ويملي عن كل شيخ حديثا واحدا فإنه أعم للفائدة وينبغي1 من الرواة الثقات ولا يروي عن كذاب ولا متظاهر ببدعة ولا معروف بفسق ولا يروي ما لا تحتمله عقول العوام مما2 لا يؤمن عليهم فيه الخطأ والأوهام من تشبيه الله تعالى بخلقه وما يستحيل عليه من وصفه نحو أحاديث الصفات التي ظاهرها يقتضي التشبيه والتجسيم وإثبات الجوارح والأعضاء للأزلي القديم تعالى الله عن ذلك3 وإن كانت الأحاديث صحاحا ولها في التأويل طرق ووجوه إلا أن من حقها أن لا تروى إلا لأهلها4 خوفا من أنه5 يضل بها من جهل معانيها فيحملها على ظاهرها أو يستنكرها فيردها ويكذب رواتها ونقلتها.
ثم روى حديث أبي هريرة6: "كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع" وقول علي تحبون7 أن يكذب الله ورسوله؟ حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون".
وقول ابن مسعود إن الرجل ليحدث بالحديث فيسمعه8 من لا يبلغ عقله فهم ذلك الحديث فيكون عليه فتنة.
قال ومما رأى العلماء أن الصدوف9 عن روايته للعوام أولى أحاديث الرخص كحديث الرخصة في النبيذ.