والمجرحون في درجات، إذ ليس كل المعدلين في درجة واحدة، ولا كل المجرَّحين في درجة واحدة.

وإذا غضضنا النظر عن المجرحين بدرجاتهم، ووقفنا وقفة قصيرة أمام المعدلين فإننا نستطيع أن نقول: إنهم عند علماء الحديث ضربان:

* الأقوياء أو الثقات.

* الضعفاء.

ولو يرو الحديث أي حديث عن غير هذين الفريقين، وما أكثر الألقاب التي أطلقوها على أفراد هؤلاء الذين قبلوا روايتهم، مثل:

صدوق، ثقة، لا بأٍ بحديثه، مقبول ... إلخ.

أما غير هذين الفريقين فهم "الوضاعون" والمتروكون، كل هذا - وغيره كثير - نتج عن نقد "السند" أو سلسلة الرواة.

وقد هال منكري السنة ما رأوه أو سمعوا عنه من الجهود الجبارة التي قام بها علماء الحديث لنقد السند، وبدل من أن يعظموا هذا الجهد، ويتخذوا منه مدخلاً للإقرار بالسنة، عكسوا الوضع فاتخذوه مسبة قادحة في السنة، وخطط لهم الشيطان ليجعلوا الأبيض أسود، والحق باطلاً، فقالوا:

إن علماء الحديث اهتموا بنقد السند، وأهملوا نقد المتن، وهم الأهم؟ لأن المعاني في المتون، وليس في الأسانيد.

والهدف الذي يريدون الوصول إليه هو الطعن في متون الأحاديث، أي الطعن في كلام النبي نفسه، ثم في أفعاله، ثم في موافقاته، على ما وقع في حضرته من أفعال أو أقوال.

ومسلك هذا ال

عن عندهم أن الأحاديث المروية عن الرسول ما تزال في حاجة إلى نقد (غربلة) لأن علماء الحديث لو يقوموا بهذه المهمة، ولم يميزوا بين الحديث السليم، والحديث الدخيل، فلابد من إاعدة النظر فيها لنبقى الصالح منها، ونلغي غير الصالح؟ يعني أن السنة ما زالت غُفْلاً فيها باطل مجهول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015