كما يشير إلى ذلك قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ قُضِيَ بِالْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ} 1.وقوله سبحانه وتعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ} 2.والباطل هو المنكر. الذي يجب على المؤمن إنكاره، والعمل على القضاء عليه كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان " 3.والتعبير بالقلب، الذي أشار إليه الرسول الكريم لإنكار المنكر، وعدم الوقوف عنده ضعفا في إيمان المؤمن هو أول درجات الإنكار للمنكر، حيث لا يكون إنكارا باللسان أو باليد إلا بعد الإنكار بالقلب فإذا رأى المؤمن الصادق الإيمان منكرا أنكره أولا بقلبه حين يراه خارجا عن طريق الحق والخير، ثم ينكره باللسان، فإن غاب وجه المنكر بهذا الإنكار باللسان، وإلا كان الإنكار باليد الضاربة للمنكر وأهله الصارعة لهم في ميدان الجهاد. وفي هذا الميدان لإنكار المنكر يمتحن إيمان المؤمنين، وفي هذا الامتحان ينكشف معدن المؤمن ويرى جوهر إيمانه، وصدق يقينه، كما يقول تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} 4.ويقول صلى الله عليه وسلم " يبتلى الرجل حسب دينه، فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة هون عليه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض، وما عليه خطيئة " 5 رواه الترمذي عن سعد بن أبي وقاص.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015