وقال ابن عطية عند تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} [الفرقان: 68] (?): والأثام في كلام العربِ العِقَابُ، وبه فَسَّرَ ابنُ زيدٍ وقتادةُ هذه الآية. ومنه قول الشاعر (?):

جَزَى اللهُ ابنَ عُروةَ حيثُ أَمْسَى ... عُقُوقًا والعُقوقُ لَهُ أَثَامُ (?)

أي: جزاء وعقوبة (?). وقال في تفسير قوله تعالى: {دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا} [الفرقان: 13] (?) قال الضحاك: هو الهلاك (?). قال ابن عطية مستشهدًا لتفسير الضحاك: «ومنه قول ابن الزبعرى:

إِذْ أُجَاري الشيبطَانَ في سُنَنِ الـ ... ـغَيِّ ومَنْ مَالَ مَيْلَهُ مَثْبُورُ (?)

5 - الاستشهاد بأكثر من شاهد للفظة الواحدة. قد يرد عن بعض التابعين الاستشهاد بأكثر من شاهد من الشعر للفظة الغريبة، مما يعني سعة المحفوظ من الشواهد الشعرية، وربما تعدد مجالس السؤال عن هذه اللفظة. فعكرمة عندما سئل عن معنى الزَّنيمِ، قال مرةً: هو ولد الزنى، وتمثل ببيت شعر:

زَنِيْمٌ ليسَ يُعْرَفُ مَنْ أَبُوهُ ... بَغِيُّ الأُمِّ ذُو حَسَبٍ لَئِيمِ (?)

وأجاب في جوابٍ آخر بأَنَّ الزَّنيمَ الدَّعيُّ الفاحشُ اللئيمُ، واستشهد لذلك بشاهدٍ آخر هو قولُ الشاعر:

زَنِيْمٌ تَدَاعَاهُ الرِّجَالُ زِيَادةً ... كَمَا زِيدَ في عَرْضِ الأَدِيْمِ الأَكَارِعُ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015