وأما النسائي (?): فأخرجه عن واصل بن عبد الأعلى، عن ابن فضيل، عن الأعمش، عن محارب بن دثار وأبي صالح، عن جابر قال: جاء رجل من الأنصار وقد أقيمت الصلاة، فدخل المسجد فصلى خلف معاذ.

وذكر الحديث وفيه: وأن معاذًا أعلم النبي - صلى الله عليه وسلم - بحاله.

وفي أخرى: عن محمد بن قدامة، عن جرير، عن الأعمش، عن محارب.

وعن قتيبة، عن الليث، عن أبي الزبير معًا، عن جابر.

التنحي: الانفراد إلى ناحية من المكان.

والفتنة: الاختلاف.

والفاتن: الذي يوقع الفتنة بين الناس.

والفتان: أبلغ منه وهو الذي يكثر منه ذلك، تقول: فتنت وافتنت. وأنكر الأصمعي افتنت.

والهمزة في قوله: "أفتان أنت" همزة استفهام تتضمن توبيخًا وإنكارًا وبدأ بها مبالغة في الإنكار عليه.

وفي إدخال همزة الاستفهام على "فتان"، وتقديمه وهو الخبر على المبتدأ الذي هو "أنت" دليل على أن غرضه في هذا المقام ذكر ما نفر الرجل عن إتمام صلاته وراء معاذ؛ وهو طول القراءة وأن ذلك سبب لإيقاع الفتنة في الناس؛ حتى ترك هذا صلاة الجماعة وعدل عنها إلى صلاة الفرد؛ أو حتى قال فيه باقي المصلين: إنه منافق، وحتى أحوجه ذلك إلى الشكوى والتألم. فبدأ بما هو أولى بالتقديم وإن كان محله التأخير، هذا سبب تقديم الخبر عليه وأما تخصيص الهمزة بالخبر دون المبتدأ، فلأنه إنما أراد أن يستفهم ويوبخ وينكر هذا الفعل الصادر عنه، فكان إدخال الحرف الدال على غرضه ومقصده على ما يريده؛ أولى من إدخاله على من صدر هذا الفعل عنه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015