الفرع الثالث في الاستعاذة والقراءة والتأمين

وفيه ستة أنواع:-

النوع الأول: في الاستعاذة

أخبرنا الشافعي: أخبرنا إبراهيم بن محمد، عن ربيعة بن عثمان، عن صالح ابن أبي صالح أنه سمع أبا هريرة وهو يؤم الناس رافعًا صوته: ربنا إنا نعوذ بك من الشيطان الرجيم -في المكتوبة- وإذا فرغ من أم القرآن (?).

هكذا جاء في المسند "وإذا فرغ" بواو قبل إذا.

والذي رواه البيهقي في السنن والآثار (?): "إذا فرغ من أم القرآن" بغير واو وهو الظاهر والصواب إن شاء اللَّه -تعالى-، لأنه مع إثبات الواو يقتضي أن يكون يستعيذ قبل أم القرآن وبعدها.

فإن الواو للعطف وهي تقبل معناه؛ فإذا قال: "وإذا فرغ" يستدعي وجودها معطوفًا عليه.

والخلاف في الاستعاذة، إنما هو في محله قبل الفاتحة أو بعدها.

فأما في الجمع بين الحالين فلا.

"عاذ" بالشيء يعوذ به: إذا التجأ إليه وكذلك: استعذت به، وقال: عياذي وملاذي أي ملجأي.

و"الشيطان" في الأصل: العاتي المتمرد من الجن والإنس والدواب، والوارد به إذا أطلق إبليس -لعنه اللَّه- وشياطين الجن، فإذا أريد إطلاقه على غير الجن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015