فزال عنه التأنيث فانصرف.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن حكيم بن أبي حكيم أنه سمع عمر بن عبد العزيز وابن شهاب يقولان: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أهان قريشا أهانه الله -عز وجل-".
هذا الحديث هكذا أخرجه الشافعي مرسلاً، وقد أخرجه الترمذي (?) مسندًا عن صالح بن الحسين، عن سليمان بن داود الهاشمي، عن إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن محمد بن أبي سفيان، عن يوسف بن الحكم، عن محمد بن سعد، عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من يرد هوان قريش أهانه الله".
قال الترمذي: وأخبرنا عبد بن حميد، عن يعقوب بن إيراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب بهذا الإسناد نحو رواية الشافعي.
من أهان قريشا: أي من أحل بها هوانًا جزاه الله عليه مثله، وقابل هوانه بهوان، ولكن هوان الله أشد وأعظم.
ورواية الترمذي: "من يرد هوان قريش أهانه الله" فهذا أعظم لأنه جعل هوان الله لمن أراد هوانها، فهذا وإن كان اللفظ يقتضيه، ويجوز أن يجعل ذلك خاصا لقريش، لكن حكم الله المطرد في عدله أنه لا يعاقب على الإرادات، وما تحدثت به الأنفس، إنما يعاقب ويجازي على الأفعال والأقوال الواقعة، ولكن ذكر ذلك لمعنيين:-
أحدهما: الزجر والوعيد والتغليظ في حق قريش؛ ليكون الانتهاء عن أذاهم أسرع قبولًا واتباعًا.
والثاني: أن هذا جرى على العادة المألوفة في الخطاب والاتساع في اللغة،