منبري آثما" فجعل الإثم صفة للحالف وهو نصب على الحال، فمعنى قوله: "بيمين آثمة" أي: بيمين كاذبة.

والتبوء: اتخاذ الموضع منزلاً، من المباءة المنزل، تقول: تبوأت هذه الدار منزلاً، أي: اتخذها مقامًا.

والمقعد: موضع القعود.

وفي ذكر المنبر نهاية في تأكيد اليمين، لأنا قد قلنا: إن تغليظ اليمين يكون بالزمان، والمكان، واللفظ، والعدد. والزمان تقدم ذكره.

وأما المكان: فإن كان بمكة: فبين الركن والمقام، وإن كان بالمدينة: فعلى منبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو عنده. عملًا بالروايتين، فإن رواية مالك: "على المنبر"، ورواية أبي داود: "عند المنبر"، وإن كان ببيت المقدس: فعند الصخرة، وإن كان فيما عدا ذلك من البلاد: ففي جوامعها، وعند المنبر وغيره سواء.

وقال أبو حنيفة: لا تغلظ في الزمان والمكان.

وقال مالك (¬1): لا أرى أن يحلف أحد على المنبر على أقل من ربع دينار وذلك ثلاثة دراهم.

وأخبرنا الشافعي: أخبرنا مالك بن أنس، عن داود بن الحصين أنه سمع أبا غطفان بن طريف المُري قال: اختصم زيد بن ثابت وابن مطيع إلى مروان بن الحكم في دار، فقضى باليمين على زيد بن ثابت على المنبر، فقال زيد: أحلف له مكاني، فقال مروان: لا والله، إلا عند مقاطع الحقوق، فجعل زيد يحلف أن حقه لحق ويأبى أن يحلف على المنبر، فجعل مروان يعجب من ذلك.

قال مالك: كره زيد صبر اليمين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015