أباه أخبره أن إنسانًا جاء إلى أبي بكر الصديق وعضه إنسان فانتزع يده منه فذهبت ثنيته، فقال أبو بكر: بعدت سّنة.
هذا الحديث أخرجه أبو داود (?) عقيب حديث يعلى المذكور قال: وأخبرني ابن أبي مليكة [عن جعدة] (?).
وقد اختلفت رواية الشافعي وأبي داود، فإن الشافعي قال: عن ابن أبي مليكة، عن أبيه، وأبو داود قال: عن جده.
وابن أبي مليكة هو: أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة.
واسم أبي مليكة: زهير بن عبد الله بن جدعان التيمي.
فعلى رواية الشافعي تكون الرواية عن عبيد الله. وعند أبي داود: عن أبي مليكة. ويجوز أن يكون أراد الشافعي بأبيه جده، وهذا مستمر بين الرواة يعملون الجد أبًا.
والواو في "وعضه" واو الحال وفيها "قد" مضمرة تقديره: وقد عضه إنسان.
وقوله: "بعدت سنه" بكسر العين أي: ذهبت هدرًا، وهلكت كقوله تعالى: {أَلَا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ} (?)، كما يقال: أبعده الله أي: أذهبه وأهلكه، وهي وإن كان لفظها لفظ الخبر فإنها بمعنى الدعاء.
وقد أخرج الشافعي فيما بلغه عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي المغيرة في قوم دخلوا على امرأة في دار قوم؛ فخرج إليهم بعض أهل الدار فقتلوهم؛ فأصبحوا وقد جاءت عشائرهم إلى علي فرفعوهم إليه؛ فقال علي: