أحد ما جاء على أفعل فهو مفعل، وأحصنت المرأة: عفت، وأحصنها زوجها فهي محصنًا ومحصنة.
وقيل: كل امرأة عفيفة محصنة ومحصنة، وكل امرأة متزوجة فهي محصنة بالفتح لا غير.
وقرئ: {فَإِذَا أُحْصِنَّ} على ما لم يسم فاعله أي زوجن.
وقرئ: {أُحْصِنَّ} بفتح الهمزة أي حفظن فروجهن وتعففن من الزنا.
والمراد بالإحصان في الحديث والفقه: إنما هو التزوج.
وقوله: {بِغَيْرِ نَفْسٍ} يريد إلا أن يكون القتل قصاصًا.
والمراد بالكفر في هذا الحديث: الردة، والارتداد: الرجوع إلى وراء.
وهو في الشرع: من فارق الإسلام ورجع إلى الكفر.
وإنما سمي المسلم الذي يكفر -وإن لم يكن كافرًا في الأصل- مرتدًا: لأن الناس كانوا في الأصل قبل بعثة الرسول - صلى الله عليه وسلم - كافرين وإليهم أرسل، فكأن كل من أسلم ثم رجع إلى الكفر سمي مرتدًا: لأنه ارتد إلى ما كان عليه. ثم كثير هذا في الاستعمال حتى صار يطلق على كل مسلم كفر وإن كان أصله مسلما؛ فظر إلى الأصل والاستعمال.
وأخبرنا الشافعي: أخبرنا عبد العزيز عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا أزال أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله".
هكذا أخرجه في كتاب "جراح العمد"، وعاد أخرجه بالإسناد المذكور في كتاب "الجزية" (?)، وفي كتاب "اختلاف الحديث" وسمى فيه أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف.