هذا حديث صحيح متفق عليه، أخرجه مالك، والبخاري، ومسلم والنسائي.

أما مالك (?): فأخرج الرواية الثانية إسنادًا ولفظًا نحوه.

وأما البخاري (?): فأخرج الثانية عن القعنبي، عن مالك.

وأما مسلم (?): فأخرج الرواية الثانية عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب.

وأما النسائي (?): فأخرجه عن قتيبة، عن سفيان، عن الزهري.

وقد أخرج الجماعة كلهم حديث قصة الشعر التي في أول الحديث مفردة من حديث عاشوراء.

القصة من الشعر: القطعة منه، ووجه النهي عنه: أنه أراد الوصل في الشعر وتزويره، وذلك أن تأخذ المرأة شعرًا مستعارًا فتصله في شعرها, ليظهر أن لها شعرًا كثيرًا تتحسن به عند من يراها، وقد جاء النص بلعن الواصلة والمستوصلة.

وقد جاء في رواية الشافعي "لم يكتب عليكم صيامه" بغير واو، وفي رواية مالك "ولم يكتب" بواو، وحذف الواو أحسن لأن الواو هي واو العطف، وهي مؤذنة بانقطاع الكلام الأول الذي هو المعطوف عليه وتمامه؛ واستئناف المعطوف ليعطيه حكم ما قبله، فأما إذا لم يجئ بالواو فيكون الكلام متصلاً غير منقطع، كأن بعضه متوقف على البعض فلا يكون بينهما فاصل وهو أحسن.

والكتابة هاهنا: عبارة عن الفرض، كقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} (?)، و {كُتِبَ عَلَيكُمُ القِصَاصُ} (?) وأمثال ذلك كثير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015