والشك في قوله: "وإن كان مفطرًا أو بلغ ذلك الحين وهو مفطر" يجوز أن يكون شكًا من أحد الرواة، فيما سمعه ممن سمعه منه عطاء فمن دونه.

ويجوز أن لا يكون شكًا في اللفظ إنما هو شك في معنى اللفظين ومعناهما مختلفان.

فأما قوله: "وإن كان مفطرًا" فإنه يريد به وإن كان قد بنى أمره ذلك على الإفطار من أوله، ولم يكن نوى صومه.

وأما قوله: "أو بلغه ذلك الحين وهو مفطر" فإنه يريد: أن لم يكن متعرضًا للإفطار في ذلك اليوم، ولا عزم على طلب الغداء وعرض له أنه مفطر، وكلا الأمرين محتمل.

وقوله: "حين يصبح مفطرًا" يؤكد ما قلناه أي أنه بنى أمره من أول النهار على أنه مفطر.

وحتى في قوله: "حتى الضحى" بمعنى إلى، تقديره يصبح مفطرًا إلى الضحى أو بعده.

والضحى: يجوز أن يكون بضم الضاد والقصر، وهو أول النهار.

ويجوز أن يكون بفتح الضاد والمد وهو عند ارتفاع النهار، والضرب من الزوال وهو الأشبه.

ودخول أن في خبر أهل غير مستعمل إلا قليلاً على إعطاء لعل معنى "عسى" لا تقول: لعل زيدًا أن يقوم.

قال لي ناصح الدين أبو محمد سعيد بن المبارك بن علي الدهان النحوي -رحمه الله تعالى- وأنا أقرأ عليه كتاب "مجمل اللغة" لأحمد بن فارس -رحمه الله تعالى، وقد جاء فيه: لعله أن يكون كذا وكذا وهذا لا يجوز في النحو، ووجه ذلك أن أن والفعل بمعنى المصدر، تقول: أريد أن تقوم، المعنى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015