الرومانية الغربية على رأيه كذلك1.

وقد عرف أتباع مذهب "أريوس" بالموحدين، وقد نشط هؤلاء الموحدون في نشر عقيدتهم، حتى أنهم في الإسكندرية وثبوا على "اثناسيوس" بطريريك الإسكندرية، ورأس معارضي "أريوس" والمنادي بألوهية المسيح، وثبوا عليه ليقتلوه فهرب منهم واختفى، وكذلك فعلوا في بيت المقدس مع بطريركها2.

وفي قرطاجنة تعرض "الاثناسيوسيون" للاضطهاد، ولقي كثير منهم حتفهم، وتحول بعضهم إلى عبيد، وصارت كنائسهم أماكن عبادة للموحدين، وفي بلاد الغال وأسبانيا لجأ الموحدون إلى القسوة في تبشيرهم، معتمدين على سلطان "القوط"3.

ورغم سيادة أفكار التوحيد فقد استطاع "قسطنطين" بقوته أن يقضي عليها فجمع القسس من جميع الكنائس، وعقد مجمعا في "نيقية سنة 325م" ضم ألفين وثمانية وأربعين من الأساقفة المختلفين في آرائهم وعقائهم، وكان من بينهم ثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا يقولون بألوهية المسيح، فأخذ الإمبراطور برأيهم، وجعله عقيدة عامة قررها على الناس بقوة الدولة4، وجعل مخالفته زندقة موجهة ضد الدين يعاقب عليها بالهرطقة5.

وهكذا انتصرت "الاثناسيوسية" على الأريوسية مما آذن بعلو شأن كنيسة الإسكندرية6 واختفاء مذهب التوحيد، ولم يظهر في عالم المسيحية بعد ذلك إلا ألوهية المسيح.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015