مستخفين، دون انتصار غائب، أو إيقاظ نائم1.
وثالث إجراء: حضوره بعد اكتمال العدد ومعه عمه العباس، ووضعه عليه الصلاة والسلام حراسة قوية وأمينة في مداخل الشعب2؛ حيث كلف أبا بكر بالوقوف على فم الطريق، وكلف عليا بالوقوف على فم الشعب.
ورابع إجراء: هو طلبه عليه الصلاة والسلام من كل متكلم أن يوجز في كلامه3، وأن يخفض صوته، حتى لا يطول اللقاء ولا يشعر به أحد.
وبعد ذلك قام صلى الله عليه وسلم باختيار اثني عشر نقيبا -تسعة من الخزرج، وثلاثة من الأوس- لتحمل المسئولية وقال لهم: أنتم على قومكم كفلاء ككفالة الحواريين لعيسى ابن مريم، وأنا كفيل على قومي.. قالوا: نعم.
وبهذا الاختيار بدأت ملامح القيادة الجديدة في المدينة المنورة وبدأت أنظار المسلمين تتجه نحوها ليعيشوا عصر التمكين والقوة، وليؤدوا واجبهم مع دين الله تعالى.
ولسوف نرى في تخطيط النبي صلى الله عليه وسلم للهجرة مدى الحرص الذي بذله صلى الله عليه وسلم ليصل إلى الغاية، وبالهجرة تبدأ مرحلة جديدة في مسار الدعوة إلى الله تعالى.
وسوف نوضح ذلك في الجزء التالي بعون الله تعالى..