ومتبادلة مع الجزيرة العربية، والشرق الأقصى، وكان لفتح الأحباش اليمن أن صارت أرض الحبشة متجرا لقريش، يجدون فيها رغدا من الرزق، وأمنا وربحا حسنا1، بل وصلت قوة الدولة الأكسومية غربا حيث النيل2 تستفيد من مياهه وخيراته، ولقد كان ساحل أرتيريا موطنا هاما للتجارة، ففي موانيه ترسو السفن التجارية لعديد من الجاليات الأجنبية، وقد دلت الآثار على وصول تجار من اليونان ومصر إلى هذه البلاد.

وقد اشتهر ملوك هذه الدولة قبيل الإسلام بالعدل، وبكراهية الظلم، وكان هذا سببا في اختيار المسلمين للحبشة بالذات للهجرة إليها، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "لو خرجتم إلى أرض الحبشة فإن بها ملكا لا يُظلم عنده أحد" 3.

وخضعت الدولة الحبشية للنفوذ الروماني، وبخاصة بعد اعتناقها المسيحية خلال القرن الرابع الميلادي4؛ حيث كان اعتناق المسيحية هو السبيل الفعال إلى بسط النفود الروماني، ويمكن ملاحظة هذا النفوذ عندما تعرض مسيحيو اليمن للاضطهاد وذَهاب "روس ذو ثعلبان" إلى قيصر الروم يستنصره، فأرسله القيصر إلى ملك الحبشة الذي أعانه بجيش من عنده، قوامه سبعون ألف رجل5.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015