لغضبه شيء حتى ينتصر له، ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، إذا أشار أشار بكفه كلها، وإذا تعجب قلبها1، وإذ تحدث اتصل بها وضرب براحته اليمنى بظن إبهامه اليسرى2.

وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه3، جل ضحكه التبسم يفتر عن مثل حب الغمام4.

5- كمال العقل: لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم سن الأربعين تميز بكمال العقل، وحسن تقدير الأمور، واتخاذ القرار السديد، ولعل فيما حباه الله به من عمل وترحال، وأحداث وأحمال، أثرا في تكامل عقله صلى الله عليه وسلم.

ومما يدل على هذا الكمال قراره يوم بناء الكعبة؛ إذ حكم بين الذين اختلفوا فيمن يرفع الحجر الأسود ويضعه في موضعه حُكْما أرضاهم جميعا مع بساطته ويسره.

ومع رجاحة عقله صلى الله عليه وسلم أنه تمكن من التعامل مع كافة طبقات الناس، وأنواعهم، وأجناسهم، في البيئات المختلفة، فأقروا له جميعا بكمال عقله، وسمو خلقه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015