تمهيد: العالم هو أمة الدعوة، فإليه بُعث محمد صلى الله عليه وسلم، وأُمر بتبليغ الإسلام إلى الناس أجمعين.
فمن أجاب ودخل في دين الله تعالى صار من أمة الإجابة التي عرفت الحق، وآمنت به، واستقامت على الصراط المستقيم.
والتعريف بهذا العالم ضرورة مهمة؛ لأنه يبين واقعه، وما ساده من انحراف وضلال، ويُظهر المناهج التي دعا بها الرسول صلى الله عليه وسلم الأمم كلها على اختلافهم وتنوعهم، ويوضح طريقة المواجهة بين الإسلام ومعارضيه في هذا الزمان السحيق.. وبذلك تستفيد الدعوة، ويأخذ الدعاة الدروس والعبر..
لقد انقسم العالم في هذا الزمان إلى أمم كبرى هي: الفرس، والروم، والعرب، والهنود، وكان لكل منها وضعه ونظامه ودينه، وانضوت بقية الأقاليم تحت سلطان إحدى هذه الأمم، كولايات تابعة لها، تعيش بنظمها، وتتمذهب بمذهبها ... وهكذا.
وفي هذا الفصل سأتناول هذه الأمم بالدراسة، وأُعرِّف بواقعها، وأهم نظمها، وأديانها، وأخلاقها، وسأعقد لكل أمة مبحثا على أن أعقد مبحثا أخيرا أبين فيه مدى حاجة العالم يومذاك لحمل الإسلام، وكيف تهيأت الظروف العالمية لاستقباله، وبذلك سيكون هذا الفصل مكونا من خمسة مباحث هي:
* المبحث الأول: "واقع العرب".
* المبحث الثاني: "واقع الرومان".
* المبحث الثالث: "واقع الفرس".
* المبحث الرابع: "واقع الهنود".
* المبحث الخامس: "ملاءمة الواقع العالمي للحركة بالإسلام".
وبذلك ينتهي الفصل بتوفيق الله تعالى،،،