الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون من خير الناس في هذا الأمر أكرههم له قبل أن يقع فيه"1.

فأصحاب المروءات ومكارم الأخلاق في الجاهلية إذا أسلموا أو فقهوا فهم خيار الناس2.

قال ابن حجر في الفتح: وجه التشبيه أن المعدن لما كان إذا استخرج ظهر ما اختفى منه ولا تتغير صفته، فكذلك صفة الشرف لا تتغير في ذاتها، بل من كان شريفا في الجاهلية فهو بالنسبة إلى أهل الجاهلية رأس، فإن أسلم استمر شرفه وكان أشرف بمن أسلم من المشروفين في الجاهلية3.

ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أنا ابن العواتك" 4 والعاتك: هو الكار الشجاع في القتال، والمرأة العاتك: هي الشريفة الكريمة.

وعند اشتداد المواجهة بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل مكة لم نسمع مطعنا في نسب رسول الله وأصله، ولا نقدا لخلقه وسلوكه، ولا همزا حول شيء يتصل به صلى الله عليه وسلم.. ولو وجد شيء من هذا لتحدثوا عنه وأظهروه..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015