عبد الله بن أريقط سلك بهما أسفل مكة، ثم مضى بهما إلى الساحل، حتى عارض الطريق أسفل عسفان1، التي تبعد عن مكة بستة وثلاثين ميلا, ثم سلك بهما الدليل على أسفل أمج2 ثم استجاز بهما الدليل حتى عارض الطريق بعد أن جاوز قديد، ثم سلك الخرار3، وهو واد يقع في نحو منتصف الطريق بين مكة والمدينة، ثم أخذ بهما الحداجد4، وتقع في أرض مستوية صلبة، ثم هبط بهما العَرِج5. ثم هبط وادي العتيق الذي يؤدي إلى المدينة6.

كان أبو بكر رضي الله عنه خير صديق يصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة، فلقد قام بحراسته وخدمته ومساعدته خير قيام.

يروي البراء بن عازب حديث الهجرة فيقول رضي الله عنه: ابتاع أبو بكر من عازب رحلا فحملته معه، فسأله عازب عن مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال له أبو بكر: أخذ علينا بالرصد، فخرجنا ليلا، فأحثثنا ليلتنا ويومنا حتى قام قائم الظهيرة، ثم رفعت لنا صخرة، فأتيناها ولها شيء من ظل، ففرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فروة معي، ثم اضطجع عليها النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلقت أنفض ما حوله فإذا أنا براع قد أقبل في غنيمة، يريد من الصخرة مثل الذي أردنا.

فسألته: لمن أنت يا غلام؟

فقال: أنا لفلان.

فقلت له: هل في غنمك من لبن؟

قال: نعم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015